سعيد صيام.. شهيد من قلب الميدان


[20:41مكة المكرمة ] [15/01/2009]
هنيئا لك الشهادة يا ابو مصعب Ikh9


وجه الشهيد سعيد صيام يظهر آثار الغارة العنيفة التي استهدفته


كتب- حسن محمود:










الشهيد البطل سعيد صيام.. سيظل اسمه على مدى الدهر يُحلِّق في عنان السماء كأحد أبرز الذين خاضوا غمار الجهاد المقدس ضد العدو الصهيوني في أرض الرباط في غزة، وستظل ملامح وجهه الصقرية محفورةً في أعين المقاومين والشعوب العربية والإسلامية المُتلهِّفة لقادةٍ من أمثاله.
ولد الشهيد في 22 يوليو 1959م في معسكر الشاطئ بغزة، وتعود أصوله إلى قرية "الجورة" قرب مدينة عسقلان المحتلة عام 1948م، وارتقى اليوم 15 يناير 2009م شهيدًا ليفضح الصمت العربي المريب، ويقدم الدليل علة مواصلة المجاهدين في فلسطين دربَهم الجهادي في كل وقت ومكان.
تخرَّج سعيد صيام- أو أبو مصعب كما كان يحب أن يُنادَى- عام 1980م في دار المعلمين برام الله، وحصل على دبلوم تدريس العلوم والرياضيات، وأكمل دراسته الجامعية في جامعة القدس المفتوحة، وتخرَّج فيها سنة 2000م، وحصل على بكالوريوس التربية الإسلامية.
وعمل مدرسًا في مدارس وكالة الغوث الدولية بغزة من العام 1980م حتى نهاية العام 2003م؛ حيث ترك العمل بسبب مضايقات إدارة الوكالة على خلفية انتمائه السياسي.
كما عمل خطيبًا وإمامًا متطوعًا في مسجد اليرموك بغزة، وواعظًا وخطيبًا في العديد من مساجد قطاع غزة.
وشارك في لجان الإصلاح التي شكَّلها الشيخ الشهيد أحمد ياسين لحل النزاعات بين الناس؛ وذلك منذ مطلع الانتفاضة الأولى.
ولم يغادر غزة، وبقي حتى آخر لحظاتٍ في حياته في حي الشيخ رضوان بغزة، وهو متزوج وأبٌ لستة من الأولاد: ابنين وأربع بنات.
على الصعيد السياسي مثَّل أبو مصعب حركة حماس في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية، وكان عضو القيادة السياسية لحركة حماس في قطاع غزة؛ حيث تسلَّم دائرة العلاقات الخارجية في الحركة.
واعتُقل صيام من قِبل الجيش الصهيوني أربع مرات إداريًّا خلال الانتفاضة الأولى التي اندلعت في السابع من ديسمبر 1987م، ثم أُبعِدَ لمدة سنة إلى مرج الزهور في جنوب لبنان عام 1992م.
وفي عام 1995م اعتقله جهاز المخابرات العسكرية الفلسطيني على خلفية الانتماء السياسي لحركة حماس ضمن حملة الاعتقالات الواسعة التي شنَّتها السلطة ضد حركتي حماس والجهاد الإسلامي، إثر تبنِّي الحركتين سلسلةً من العمليات الاستشهادية في الكيان الصهيوني.
خاض أبو مصعب غمار العمل السياسي من خلال الانتخابات التشريعية، ونال أعلى الأصوات في الانتخابات في غزة والضفة مجتمعتين، ثم تم اختياره وزيرًا للداخلية في الحكومة الفلسطينية العاشرة التي شكَّلتها حركة حماس كأول حكومة تُشكِّلها بعد فوزها في المجلس التشريعي الفلسطيني في 3 يونيو 2006م في إطار توسيع الحكومة وتعيين 6 وزراء جدد.
أسَّس أبو مصعب قوة داعمة للقوى الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة سُمِّيت بقوة الإنقاذ الوطنية (القوة التنفيذية)، وتعرَّض مكتبه لقصف جوي صهيوني في نهاية شهر يونيو 2006م في خضم الهجمة الصهيونية على غزة بعد عملية اختطاف الجندي الصهيوني التي قام بها نشطاء من كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس.
وفي آخر ظهور إعلامي له طالب سعيد صيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بتحمل مسئولياتها تجاه حماية مقرات وأطقم الدفاع المدني والطواقم الطبية في قطاع غزة.
وحيَّا صيام في بيانٍ ملتفزٍ مقتضبٍ العاملين في مجال الدفاع المدني والأطقم الطبية في القطاع الذي يتعرَّض لعملية عسكرية صهيونية مستمرة منذ 11 يومًا.
وكان لصيام موقف واضح تجاه ما يحدث في غزة؛ حيث كان يشدد على أن حماس تنطلق من قناعةٍ مفادُها أنه بدون استعادة الوحدة الجغرافية والسياسية الفلسطينية فإن الموقفَ الفلسطيني سيظل ضعيفًا؛ الأمر الذي يُلقي بظلاله السلبية على كل تحرك عربي وإسلامي لصالح القضية.
وكان يصرُّ على أن التهديد الحقيقي للأمن الداخلي الفلسطيني هو الاحتلال وعدوانه المتواصل، ويأتي بعد ذلك أدوات الاحتلال من العملاء والمُندسِّين، ثم بعض أصحاب الأجندة الخاصة الذين يرون في مصالحهم الشخصية والفئوية هدفًا مقدَّمًا على مصلحة الوطن.