الأميَّة الفكريِّة
انفلقت بيضة الحضارات البشرية عن كبرى حقائقها القائلة إن الدواة والقلم وسيلتان لتطهير صداءة الأذهان, وإزالة جهالة العقول, وتحرير النفوس من أغلال وآسار الأمية العمياء.
ولذلك احتضنت الحضارة الإسلامية تلك الحقيقة وأيَّدتها , وجعلتها منحة ومنّة لا غنى للإنسان عن شكر وحمد من وهبها , قال تعالى: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ *عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [ سورة العلق:3-5].
غير أنه لا يمكن أن تكتمل حرية الإنسان وكرامته بمجرد تلك الوسيلة الحضارية, فإذا لم يكن للقلم أثر في نضج عقل صاحبه , وعمق نظره , واتساع رقعة فكره الإدراكية , فليس هناك حاجة حضارية تدعو إلى التحلي به , إلا إذا قدر على تحرير الإنسان من أميته الفكرية , كما استطاع أن يحطم أغلال أميته التقليدية الأبجدية , إذ ما فائدة تحقيق الوسيلة الحضارية [ تعلم القراءة والكتابة ] دون تحقيق هدفها النبيل [النضج الفكري ] ؟! .
بكينا ضحايا أزمة أمية القراءة والكتابة في مجتمعاتنا حتى توجهنا بكلِّيَّتنا إلى محاولة التخفيف منها , ولكن ضحايا أزمة أمية الفكر لا بواكي لهم !! فهل لخفاء هذه الأزمة دور ؟ أم لعظم عوائق علاجها تأثير ؟ أم لتلبس هذه الأزمة لباس العلم والثقافة والنضج – وهي منها براء – أثر ؟!!
وتلك الأخيرة – لعمر الحق – أخطر صورها , إذ تظهر بصورة العافية وهي السَّقام المدنف!! وتتجلى بحسن المنظر وبهجة الرُّوَاء , وما هي إلا الوحشة والدمامة, وتتقمص لباس العلم وما هي إلا التعالم! فكم من عمامة مكوَّرة وعباءة مزركشة تسترها! وكم من منصب حكومي أو علمي يغمرها !! لكنها لا تلبث حتى ينكشف أمرها عند ورود الأزمة وتأزم المشكلة, فيمسي صاحبها أحير من ضبٍّ في حَمارَّة القيظ لا يكاد يهتدي إلى جُحره !!
فالعلاقة بين القلم وإطلاق وثاق الإنسان من أميته الفكرية ليست علاقة حتمية , إذ إن نبذ الأمية الأبجدية لا تستوجب التنزه من الأمية الفكرية , وشواهد تلك الأزمة الفكرية محسوسة , فأرحام الجامعات والمحاضن التعليمية تدفع , وأمية الفكر وسذاجة التفكير تبلع, وهذا مصداق ما أخبر به نبينا صلى الله عليه وسلم , إذ نبيء أن بين يدي الساعة أياماً ينزل فيها الجهل ويفشو ويظهر فيها القلم.
وإذا كان العلم بالكتابة والقراءة يناقض الأمية الأبجدية , فإنه قد يلتقي مع أمية الفكر في الغفلة والجهالة بالواقع المتنامي في معارفه والمتطور والمعقد في تفصيلاته , وإذا كان أمي البنان يجد آلاماً وغصصاً في تعامله مع المجتمعات التقليدية المتعلمة , فإن أمي الفكر عاجز كل العجز عن فهم حياته الفكرية ومتطلباتها, والمشاركة في حل أزماتها ومشكلاتها , لأنه رضي بأغلال التقليد وقنع بأصفاد الجمود , وأصبح مشلول الفكر مسلوب الإرادة , لا يستطيع أن يأخذ من ماضيه لحاضره , ومن حاضره لمستقبله, بل يقع فريسة أحد زمنين لا وجود لهما في عالم الزمن الحي , إما ماضٍ تليد , وإما مستقبل مديد , يجاوز بأحدهما الواقع وظروفه وضروراته .
وقديماً ذم الله أقواماً من اليهود بسبب أميتهم الفكرية , إذ يقول سبحانه: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} [سورة البقرة:78] ، فهم جهلة أغبياء , لاحظ لهم في التوارة إلا القراءة الخالية من التدبر, المقرونة بالتمني.
وتبلغ المصيبة مداها عندما تصبح [ أمية الفكر ] هدفاً ومشروعاً لتجهيل أجيال الأمة, وإضعاف عقولهم, وإسفاف آرائهم , وتوهين عزائمهم , إذ بسبب هذا الهدف المشؤوم تتحالف قوى الإفساد , ويتآزر ثالوث الجشع والظلم والاغتصاب, والمتمثل في الاستبداد السياسي الداخلي, والاستعمار الأجنبي الخارجي, ومشاريع الأهواء والشهوات.
فكأني بها قد أقبلت بخيلها ورجلها وأسيادها وأوباشها لتضليل أجيال الأمة وإفساد عقولهم , إما بطريق الإغراء الرخيص مرة , وإما بطريق الإرهاب الفكري مرات, ونتيجة ذلك المشروع شبه شلل تام لعقول وأفكار المجتمع , إما تحت شعار فرض النظام والأمن حتى يتسق القطيع مع ما يطرحه الراعي المستبد , وأما تحت دعوى نشر الحرية ونبذ التقاليد البالية , وما هي إلا العبثية البهيمية !!
فكم يتمنى هذا الثالوث اللئيم أن يرى أجيال الأمة أغماراً وأغراراً وسفهاء وجهالاً, لا فطنة لهم ولا حنكة ولا دربة ولا تجربة, إلا فيما يخدم المستعمر والمستبد ويسوؤ الأخلاق والقيم , بل لربما تمنى أن تعيش أجيال الأمة حياة نباتية فيها الطعام والشراب والتنفس والتكاثر... لكنها خالية من مجرد التفكير , بل من مجرد الشعور بالأزمة والإحساس بالمشكلة , ورحم الله المنفلوطي , إذ يقول : ليست جناية المستبد على أسيره أنه سلبه حريته , بل جنايته الكبرى عليه أنه أفسد عليه وجدانه , فأصبح لا يحزن لفقد تلك الحرية , ولا يذرف دمعة واحدة عليها .
واليوم تتأزم تلك المشكلة , وتتفاقم تلك الأزمة حينما يحاول بعض ضحاياها – عبثاً – تعطيل عمل العقل النقدي وشلَّ قدراته في مجالين من أخصب مجالاته المعرفية , ألا وهما السياسة والفكر , وذلك بعلة عليلة ودعوى ساقطة , وهما الحذر من الافتئات على مسؤولية ولي الأمر في السياسة , والتحذير المفرط الذي يبلغ مبلغ الوسوسة من شر الفلسفة والتفلسف في الفكر , وما ذاك – لعمر الله – إلا مظهر من مظاهر الإفلاس الفكري , والإملاق الثقافي , والأمية الفكرية العمياء .
وفي المقابل فإن بعض صرعى هذه الأزمة يحاول – عبثا – إقصاء ثقافة مجتمعهم ودينه من ميدان المعرفة ومجالات الحياة إقصاء تاماً , وحشره في الوجدان القلبي والتراث المنسي الذي لا علاقة له بالحاضر والمستقبل , وما ذلك إلا بسبب قصور عقولهم وضيق أفقهم عن استيعاب ثقافتهم المعرفية التي شكلت عقول أبناء أمتهم وكيفت نفوسهم .
ولو حصل لهؤلاء أو أولئك مرادهم لكانت الحالقة الصلعاء التي لا دواء لها , لأنها ردة نكراء عن أصول المنهج الرباني الذي نهض بأعباء عصره, واضطلع بمسئولياته أمام الخالق والخلق , حتى أخضع كل النظريات والنظم في عصره لميزانه, سواء أكانت سياسية أم فكرية أم اقتصادية أم اجتماعية , لم يكن شيء من ذلك محضوراً, بل كل تحت طائلة النقد والتقويم .
تتلون [ الأمية الفكرية ] وتتشكل بحسب مواضيعها , فهناك أميَّات فكرية متعددة سياسية كانت أم اجتماعية أم تربوية أم دينية , إلا أنها تتوحد في أماراتها , وتأتمر بدلائلها, إذ تجمعها مظاهر منهجية متنوعة, وتنطلق من منطلقات متشابهة , قاعدتها الفكرية منطق لا منطق له , يسمي – تجوزاً – بــ[منطق العوام]، ذاك المنطق الذي يُعد عدواً للمنهجية العلمية والائتلاف المعرفي.
فلئن قام المنطق العقلي المنضبط على حسن التصور ودقة التصديق- لاعتماده على الضرورات الأولية التي تنظم سير الذهن وتضبط أحكامه، فإن [ منطق العوام ] قد قام على فساد التصور وفوضى التصديق والأحكام , ولذلك دعت الآثار السلفية إلى أخذ الحيطة والحذر في مخاطبة أتباع هذا المنطق , ومن ذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه: ما أنت محدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة.
تتجلى الأمية الفكرية وذاك المنطق العامي بمظاهر عديدة , منها الإمعيَّة الفكرية, واحتكار الحقيقة , والهروب من الواقع إلى الماضي , وتسطيح النقد وتهويل الأخطاء وهشاشة البناء الفكري والمعرفي , وتبلد الشعور بالأزمات والمشكلات الفكرية والحضارية.
غير أن أهم تلك المظاهر – في تقديري – هو ضيق [ الخريطة الإدراكية ], ذلك لأنها متعلقة بالتصور , وهو الذي يحدد معالم الفكر ويملي منهجيته , ويشكل القاعدة للأحكام والنقد والتقويم , ولذلك يقول فقهاؤنا: الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
فإذا لم تورث لنا القراءة تجاوز كينونتنا الثقافية عبر الاستفادة من التراكم المعرفي الذي يبسط لنا مساحات هائلة من الرؤية والتصور, سنصبح أسارى لتجاربنا وتصوراتنا الضيقة المحدودة , وسيظل استيعاب الفكرة الجديدة الواقعة خارج معارفنا المحدودة معضلة , نهرب منها ونقع في التعصب ضدها , بل سنصبح ضحايا إفرازات فقرنا الثقافي والمعرفي , فنكون ذوي [عقلية البعد الواحد], أو الاتجاه الواحد , الذي يختزل الصور في صورة واحدة , ويحشر النقد في زاوية ضيقة .
ومن طريف ما يحكى ـ في هذا الصدد ـ أن شعباً من الشعوب تظاهر ضد مليكه , بسبب الجوع , فلما شاهدت ابنة الملك تلك الجموع البائسة , قالت لأبيها : ما لهؤلاء الناس؟! فقال لها: يريدون الخبز! عندها انتدبت نفسها لحل تلك المعضلة قائلة : لماذا لا تعطيهم يا [ بابا ] قشر البقلاوة [ نوع من الحلوى]؟!.
وإني أعذر تلك الفتاة المدلَّلَة, لأنه لا وجود لمعنى (الجوع) في خريطتها الإدراكية, وحسبها أن تشارك في حل هذه الأزمة بقدر ما يسعفها تصورها الساذج ؟!
ومن تلك القصص الطريفة التي تكشف لنا فساد هذا المنطق ما يحكى أن واعظا طفق يعظ مجموعة من الفلاحين الجفاة , فاستعرض قوله تعالى ـ في وصف الدنيا ـ {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ} [ سورة الحديد:20] , فلما فسر (الكفار) بالزراع ـ كما هو المشهور عند المفسرين ـ ثار هؤلاء الفلاحون وهاجوا , وتألبوا عليه تألُّب الأعراب على قصاع الثريد , وكادوا يفتكون به , لولا أن الله سلَّم !!.
وكل ذلك هين ما دام أنه يدور في فلك العوام, لأنه قدرهم, ولا يمكن اجتثاثه إلا باصطلامهم , لكن الرزيّة المؤلمة تسرب هذا المنطق العبثي إلى أفهام من يتدثر بدثار العلم , ويتحلى بحلية الناقد البصير , عندئذ يختلط المنطق العقلي المنضبط بمنطق العوام العبثي , وتشتبه – على البسطاء – أمية الفكر برقيَّه ونضوجه .
ولا يهولنّك ـ أيها القارئ الكريم ـ ما تجده اليوم من أنماط للتفكير ومناهج للاستدلال في ساحتنا الفكرية والثقافية، ليست ببعيدة عن فكر تلك الفتاة المدلَّلَة – صاحبة قشر البقلاوة – وليست بمنئً عن استنباط أولئك الفلاحين الجفاة .
لكن المشكلة تكمن في أن بعض تلك المناهج تحاول – جاهدة – أن تلبس لباس العلم, وترفع لواء الاجتهاد , وتصطنع الغيرة على قضايا الأمة , عقيدتها ووحدتها , ولو كانت تعي لأدركت أنها تلبس أخلاقاً بالية, وأسمالاً خَلقة, لا تكاد تستر عوراتها, أو تحفظ سوآتها .
وسأضرب على تلك المناهج، التي ارتضعت من ثدي 0]أمية الفكر ] حتى شاخت فتخدد لحمها وتكلس عظمها من لبنها، بمثالين:
الأول : المنهج التُّومي , ذاك المنهج الذي اتخذ [ الجهل المركب ] قاعدة لانطلاقه الفكري والاستدلالي, وأشدُّ صوره فاجعة في النتيجة تلك التي خدم بها الغزاة المتوحشين وقائدهم ( هولاكو العصر ) , فقد أراد ذاك المنهج أن [ يعبك ] النظام العلماني بالحكم الإسلامي الرباني , ويقدمه حلاً شرعياً لأزمات الأمة المستعصية , كما أراد (توما الحكيم) أن يتخذ من سم الأفعى دواء لعباد الله, فطفق يحث تلك الأمة المستضعفة على السمع والطاعة لذلك النظام المتمرد على دين الأمة وهويتها ,وعلل ذلك بعلة متناقضة مع بنية ذلك النظام العلماني الذي يدعو إليه , وهي كما قال حتى يطبق شرع الله فليت شعري ,ما علاقة ذلك النظام بشرع الله ؟! بل ما علاقة سم الأفاعي بشفاء عباد الله ؟!
فلضيق الصورة الإدراكية لذلك المنهج، الذي عجز عن إدراك الواقع، الذي تعبث فيه العلمانية والاستعمار وأدواته , كما عجزت الفتاة المدلَّلة عن إدراك معنى الجوع , طمع من حماة العلمانية والغزاة أن يطبقوا شرع الله, بل تمادى في جهله بأن سمَّى رئيس الدولة الذي يباهى بعلمانيته , ولا ينكر دور الغازي الكافر في توليته ولياً للأمر ! بنفس تلك المفردة الشرعية التي لا يعترف بها النظام المدني العلماني , بل يجعلها من المفردات الظلامية البائدة!! وقد صدق - في صاحب هذا المنهج - المثل العربي القائل: رأسه في القبلة واسته في الخربة!
إن هذا المنهج – والله – بقدر ضلاله بقدر ما يثير الشفقة والرحمة والعطف على أسرائه, لأن ما يطرحه خلو من العقل وصفر من العلم يستحيل أن يكون مادة للنقاش, إلا على طرائق السفسطائية,إذ يتناقض مع الضرورات الشرعية والعقلية والفطرية , ويتنافى مع المنهجية العلمية , ولكن حسبه أن يكون رائداً في مجالس التندر والضحك والسمر, يقطع بذكره عناء الطريق ولغبه.
الثاني: المنهج النزقي المتشنج, ذاك المنهج الذي أقام أصوله الفكرية والاستدلالية على الطيش والنزاقة , فكثر مريدوه من خفافيش الفكر وأسراب من طيور الرخم , علَّمهم ذاك المنهج أنواعاً من النقد الطائش , وألواناً من حماقة التفكير ورقاعته ,ورباهم على فساد الظن بالمسلمين وتصنيف المؤمنين.
ولقد عجز هذا المنهج عن التعايش مع هدوء الحوار وسكينة النقد , فحوّل رَشْقَ القلم إلى قعقعة , وهمس الأفواه إلى هدير الفحول وجرجرتها, وعندها أصبحت شدة الصلف وكثرة السرف والتطاول والغلظة والفظاظة من الديانة الواجبة والفرائض اللازمة.
وكل ذلك راجع إلى ضمور الخريطة الإدراكية , وضيق الأفق المعرفي, وذبول النقد الإيجابي الملتزم بآدابه المنهجية والسلوكية , وكلها راجعة إلى أزمة واحدة وهي [ الأمية الفكرية ] .
ومن صور أمية هذا المنهج – وهي كثيرة لا تكاد تحصى – إنكاره على بعض المفكرين، والذي اتخذه هدفاً معرفياً لمشروعه النقدي وغرضاً لأسهمه، في وصفه القرآن بأنه سحر، وما يعني ذاك المفكر إلا سحر البيان , فطفق يشنع عليه ويشغب !!, إذ – في نظره – كيف يكون القرآن سحراً والله حرّم السحر وجعله كفراً ؟! فهل رأيت أو سمعت في عالم النقد أكثر حنكة ودقة من هذا النقد ؟!!
فلضيق فكره الإدراكي فسر وصف المؤمن للقرآن بالسحر , بكبيرة الكبائر وموبقة البوائق , وعجز فكره عن إدراك معانٍ للسحر غير ما توهم , كما عجز الفلاحون الأجلاف عن إدراك معانٍ أخرى من وصف الكفار.
تلك أضواء خاطفة على هذه الأزمة الفكرية المتمثلة في عنوانها العريض , وهو [الفساد في التصور , والعبثية في الاستدلال والتناقض في النتائج ].
وحتى لا نفجع بأجيالنا ... يجب على العلماء والمربين والحكماء أن يعيدوا النظر في منهجية التعليم وطرائقه , فليس العلم والثقافة مجرد الحفظ والحقائق الجاهزة , بل العلم والثقافة امتلاك المنهج المنضبط, وتنمية قدرات التعليم الذاتي , والبحث عن الحقائق بواسطة تحليلها وتركيبها , وإلا فإن في نمط التعليم التلقيني الذي أدمناه من مرحلة الروضة إلى مرحلة الجامعة , وفي مجرد تكرار المحفوظ وإعادته كسلاً للأذهان وتلبداً للمدارك, تصبح فيه العقول سجناً مظلماً كئيباً لا تطلع عليه شمس ولا ينفذ إليه هواء.
وبذلك نكون عاجزين فكرياً عن التعامل الراشد مع نواحي الحياة ومجالاتها العلمية والعملية , في العلوم الشرعية ومقاصدها , والسياسة ونقدها , والاقتصاد وفقه , والتربية وواقعها , بل وفي حياتنا الخاصة ومتطلباتها. بقلم الشيخ عبد الله بن نافع بن عايد الدعجانى. فى 9/3/2007