[center]"السيرة الحسنة".. أمل تربية شعوبنا بيئيا
هبة غنيم
"النيل هو حياتنا ونظافته تساوي صحتنا"،"إيدي في إيدك نقضي على التلوث اللي حوالينا"، "يا أصحاب يا أحباب الجفاف حيدق الباب".. شعارات وكلمات رنانة ابتكرها أطفال مدارس الإسكندرية بمصر ليلفتوا النظر لأهمية الحفاظ على البيئة، تلك الشعارات ما هي إلا ثمار مشروع البرنامج المصري للتربية البيئية التي كان لها كبير الأثر في اتجاهات وسلوكيات التلاميذ نحو بيئتهم.
البرنامج المصري للتربية البيئية.. مشروع مدته عامان، ينفذ بالتعاون مع الإدارة العامة للتربية البيئية والسكانية بوزارة التربية والتعليم المصرية وجهاز شئون البيئة، ويهدف إلى تعزيز التربية البيئية في 81 مدرسة ابتدائية وإعدادية بمصر والمجتمعات المحيطة بها، وذلك في عدد من الإدارات التعليمية بمحافظات الإسكندرية والفيوم وبني سويف في مصر، وتدعم البرنامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
شاهد:
إنجازات طالبات مدرسة السيرة الحسنة
رسومات أطفال المدارس حول فكرة التربية البيئية
وإيمانا من إسلام أون لاين.نت بقوة التجربة وأثرها على طلبة المدارس في دعم فكرة التربية البيئية فقد شارك في رحلة ميدانية لمدرسة "السيرة الحسنة" بمنطقة فلمنج بالإسكندرية -وهي إحدى المدارس التي نالت دعم البرنامج- وقام برصد الإنجازات التي قامت بها الطالبات داخل المدرسة، وصدى هذه الإنجازات الذي عم مدينة الإسكندرية بأكملها.
المراجعة البيئية.. بداية
"التربية البيئية" كانت في السابق عبارة عن شعار، أما الآن فأصبحت خطوة إيجابية للأجيال القادمة.. هذا ما أكدته الأستاذة جيهان إحدى مسئولات التربية البيئية بمدرسة السيرة الحسنة، والتي شرحت كيف تمكنت المدرسة من جعل التربية البيئية تتعدى كونها شعارا، إلى كونها مشروعات منفذة على يد طالبات المدرسة، حيث كانت البداية بتعليم الطالبات كيفية عمل مراجعة بيئية للمدرسة والبيئة المحيطة بها بشكل دوري، لرصد بعض المخالفات التي تسبب أضرارا جسيمة للبيئة، والبحث عن سبل تلافيها.
والنواة المساعدة لنجاح المشروع كانت حضور المدرسين والمسئولين عن النشاط البيئي بالمدرسة لأكثر من ورشة عمل نظمها البرنامج المصري للتربية البيئية، ثم قام المدربون بنقل هذه الخبرة للمدرسين والطالبات وكذلك المجتمع المحلي.
نقلة عملية
خرج المعلمون من ورش العمل بخبرة كبيرة في نشاط التربية البيئية مكنتهم من التفكير في الطريقة المثلى لتنفيذ ذلك مع طلبة المدرسة، وذلك بتقسيم الطلبة إلى مجموعات يرأس كل مجموعة رئيس يتلقى التدريب من مسئولي التربية البيئية بالمدرسة لينقل الخبرة إلى طلبة مجموعته، ونتج عن ذلك نجاح كبير.
فقد عرضت الطالبات المشاريع التي قمن بعملها بعد تقييمهن للمشاكل الموجودة في البيئة المحيطة بهن، وأولها مشروع تنظيف خزانات المياه الخاصة بالمدرسة والمنازل المحيطة، وقمن بتصوير خزان المدرسة على حالته قبل التنظيف بما فيه من طحالب وطيور، ثم عرضن الصور على سكان المنازل المحيطة بالمدرسة لتنبيههم لخطورة ترك خزانات المياه بلا عناية، كما قمن بعمل ندوات توعية للسكان، وبالفعل استجاب سكان المنازل المحيطة وبدءوا في تنظيف خزانات منازلهم بشكل منتظم إيمانا منهم بأهمية ذلك وانعكاسه على صحتهم وصحة أبنائهم، وساعدهم في ذلك شركة مياه الإسكندرية.
كما قامت الطالبات بالعمل على مشروع "تصنيف القمامة"، الذي تفرع بهن إلى عدة مشروعات مفيدة، أولها مشروع السماد العضوي، حيث استخدمت الطالبات القمامة في صناعة السماد العضوي، ولم يكتفين بالقمامة المدرسية فقط، بل بدأت الطالبات بإحضار القمامة المنزلية لوعيهن بسبل استخدامها الإيجابي في مشروعات أخرى، كما قمن باستغلال النفايات الورقية لعمل عجينة الورق التي استخدمنها في صناعة أعمال فنية مختلفة يتم عرضها في بعض المعارض التي تشترك فيها المدرسة.
كما لفت نظر الطالبات الضجة الحادثة حول الاحتباس الحراري، فقمن بعمل مشروع زراعة الأسطح، وكذلك استغلال قش الأرز في مشروع عيش الغراب، الذي لفت انتباه أكثر من مدرس بالمدرسة ليقوم به داخل منزله أيضا.
وعرضت الطالبات لمشروع من مشاريع ترشيد المياه، حيث لفت انتباههن المياه المهدرة بأحواض الشرب أثناء الفسحة المدرسية، فهداهن تفكيرهن لحل جذري وهو تحويل مياه صنبور الشرب والوضوء لاستخدامها في الزراعة بدلا من إهدارها، فهن مقتنعات بأن "نقطة الماء في المستقبل ستصبح أغلى من نقطة البترول".
جلسات توعية بيئية
لم تتوقف نشاطات التربية البيئة، بل امتدت لتستكملها بعض الجمعيات الأهلية وذلك بإقامة جلسات استماع لطلبة مدارس الإسكندرية، حيث قمنا خلال الرحلة بزيارة جمعية القلعة الخيرية لتنمية المجتمع وحماية البيئة، والتي تمكنت من الحصول على منحة من البنك الدولي لاستكمال نشاطها في أمور التربية البيئية.
وعادة ما يحضر هذه الجلسات مندوبون من عدد من الجهات المعنية، مهندس من جهاز شئون البيئة، وأحد القادة الدينيين، ومندوب من وزارة الصحة، وممثل من شركة مياه الإسكندرية، ورئيس الجمعية.
ويسمح هذا الحضور الواسع للجلسات بإعطاء فرصة للطلبة لتقديم شكواهم، ومحاولة الوصول لحلول لها.
استمع إلى آراء الطلبة في إحدى جلسات الاستماع
استمع إلى بعض الأغاني البيئية التي أنشدها وكتب كلماتها الطلبة:
أغنية هاتف دق الباب
أغنية كارثة كبيرة
"حياتنا لازم تتغير"
"من النهاردة حياتي حتتغير" تعليق لأحمد لطفي الطالب بمدرسة محمود تيمور بالإسكندرية، بعد حضوره إحدى جلسات الاستماع وحصوله على قدر من المعلومات التي حركت فيه الثورة نحو التغير للأفضل، فقد قرر أحمد تنفيذ كل ما سمعه عن سبل تنقية المياه ليشرب مياها نقية هو وأسرته، وكذلك سيساعد جيرانه وأصدقاءه في نقل الخبرات البيئية التي سمعها وتعلمها من المدرسة وجلسات الاستماع البيئية.
وطالبت ريهام محمود الطالبة بنفس المدرسة بالحفاظ على البيئة، مبررة طلبها بأن البيئة هي الحياة التي نعيش فيها، وأي شيء يؤثر في البيئة سيكون له مردود سيء على صحتنا وصحة أسرنا والمجتمع.
فعاليات أخرى
ونظم البرنامج، بالتعاون مع شركة أونكس للنظافة وحي شرق الإسكندرية وبعض الجمعيات الأهلية والبنك الدولي، مسيرة لطلبة مدارس الإسكندرية يوم الخميس 22-11-2007 لمسافة 200 متر، في إحدى المناطق المأهولة بالسكان، رافعين شعارات تنادي بالحفاظ على البيئة، وذلك لإشراك باقي سكان الإسكندرية في الاهتمام بالتربية البيئية.
كذلك تم تقسيم الطلبة لمجموعات عمل ليقوموا بتنظيف جانبي ترعة المحمودية، وزراعة بعض الأشجار هناك، وأقيم على هامش اليوم مسابقات بيئية اشترك فيها التلاميذ لإنعاش معلوماتهم
هبة غنيم
"النيل هو حياتنا ونظافته تساوي صحتنا"،"إيدي في إيدك نقضي على التلوث اللي حوالينا"، "يا أصحاب يا أحباب الجفاف حيدق الباب".. شعارات وكلمات رنانة ابتكرها أطفال مدارس الإسكندرية بمصر ليلفتوا النظر لأهمية الحفاظ على البيئة، تلك الشعارات ما هي إلا ثمار مشروع البرنامج المصري للتربية البيئية التي كان لها كبير الأثر في اتجاهات وسلوكيات التلاميذ نحو بيئتهم.
البرنامج المصري للتربية البيئية.. مشروع مدته عامان، ينفذ بالتعاون مع الإدارة العامة للتربية البيئية والسكانية بوزارة التربية والتعليم المصرية وجهاز شئون البيئة، ويهدف إلى تعزيز التربية البيئية في 81 مدرسة ابتدائية وإعدادية بمصر والمجتمعات المحيطة بها، وذلك في عدد من الإدارات التعليمية بمحافظات الإسكندرية والفيوم وبني سويف في مصر، وتدعم البرنامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
شاهد:
إنجازات طالبات مدرسة السيرة الحسنة
رسومات أطفال المدارس حول فكرة التربية البيئية
وإيمانا من إسلام أون لاين.نت بقوة التجربة وأثرها على طلبة المدارس في دعم فكرة التربية البيئية فقد شارك في رحلة ميدانية لمدرسة "السيرة الحسنة" بمنطقة فلمنج بالإسكندرية -وهي إحدى المدارس التي نالت دعم البرنامج- وقام برصد الإنجازات التي قامت بها الطالبات داخل المدرسة، وصدى هذه الإنجازات الذي عم مدينة الإسكندرية بأكملها.
المراجعة البيئية.. بداية
"التربية البيئية" كانت في السابق عبارة عن شعار، أما الآن فأصبحت خطوة إيجابية للأجيال القادمة.. هذا ما أكدته الأستاذة جيهان إحدى مسئولات التربية البيئية بمدرسة السيرة الحسنة، والتي شرحت كيف تمكنت المدرسة من جعل التربية البيئية تتعدى كونها شعارا، إلى كونها مشروعات منفذة على يد طالبات المدرسة، حيث كانت البداية بتعليم الطالبات كيفية عمل مراجعة بيئية للمدرسة والبيئة المحيطة بها بشكل دوري، لرصد بعض المخالفات التي تسبب أضرارا جسيمة للبيئة، والبحث عن سبل تلافيها.
والنواة المساعدة لنجاح المشروع كانت حضور المدرسين والمسئولين عن النشاط البيئي بالمدرسة لأكثر من ورشة عمل نظمها البرنامج المصري للتربية البيئية، ثم قام المدربون بنقل هذه الخبرة للمدرسين والطالبات وكذلك المجتمع المحلي.
نقلة عملية
خرج المعلمون من ورش العمل بخبرة كبيرة في نشاط التربية البيئية مكنتهم من التفكير في الطريقة المثلى لتنفيذ ذلك مع طلبة المدرسة، وذلك بتقسيم الطلبة إلى مجموعات يرأس كل مجموعة رئيس يتلقى التدريب من مسئولي التربية البيئية بالمدرسة لينقل الخبرة إلى طلبة مجموعته، ونتج عن ذلك نجاح كبير.
فقد عرضت الطالبات المشاريع التي قمن بعملها بعد تقييمهن للمشاكل الموجودة في البيئة المحيطة بهن، وأولها مشروع تنظيف خزانات المياه الخاصة بالمدرسة والمنازل المحيطة، وقمن بتصوير خزان المدرسة على حالته قبل التنظيف بما فيه من طحالب وطيور، ثم عرضن الصور على سكان المنازل المحيطة بالمدرسة لتنبيههم لخطورة ترك خزانات المياه بلا عناية، كما قمن بعمل ندوات توعية للسكان، وبالفعل استجاب سكان المنازل المحيطة وبدءوا في تنظيف خزانات منازلهم بشكل منتظم إيمانا منهم بأهمية ذلك وانعكاسه على صحتهم وصحة أبنائهم، وساعدهم في ذلك شركة مياه الإسكندرية.
كما قامت الطالبات بالعمل على مشروع "تصنيف القمامة"، الذي تفرع بهن إلى عدة مشروعات مفيدة، أولها مشروع السماد العضوي، حيث استخدمت الطالبات القمامة في صناعة السماد العضوي، ولم يكتفين بالقمامة المدرسية فقط، بل بدأت الطالبات بإحضار القمامة المنزلية لوعيهن بسبل استخدامها الإيجابي في مشروعات أخرى، كما قمن باستغلال النفايات الورقية لعمل عجينة الورق التي استخدمنها في صناعة أعمال فنية مختلفة يتم عرضها في بعض المعارض التي تشترك فيها المدرسة.
كما لفت نظر الطالبات الضجة الحادثة حول الاحتباس الحراري، فقمن بعمل مشروع زراعة الأسطح، وكذلك استغلال قش الأرز في مشروع عيش الغراب، الذي لفت انتباه أكثر من مدرس بالمدرسة ليقوم به داخل منزله أيضا.
وعرضت الطالبات لمشروع من مشاريع ترشيد المياه، حيث لفت انتباههن المياه المهدرة بأحواض الشرب أثناء الفسحة المدرسية، فهداهن تفكيرهن لحل جذري وهو تحويل مياه صنبور الشرب والوضوء لاستخدامها في الزراعة بدلا من إهدارها، فهن مقتنعات بأن "نقطة الماء في المستقبل ستصبح أغلى من نقطة البترول".
جلسات توعية بيئية
لم تتوقف نشاطات التربية البيئة، بل امتدت لتستكملها بعض الجمعيات الأهلية وذلك بإقامة جلسات استماع لطلبة مدارس الإسكندرية، حيث قمنا خلال الرحلة بزيارة جمعية القلعة الخيرية لتنمية المجتمع وحماية البيئة، والتي تمكنت من الحصول على منحة من البنك الدولي لاستكمال نشاطها في أمور التربية البيئية.
وعادة ما يحضر هذه الجلسات مندوبون من عدد من الجهات المعنية، مهندس من جهاز شئون البيئة، وأحد القادة الدينيين، ومندوب من وزارة الصحة، وممثل من شركة مياه الإسكندرية، ورئيس الجمعية.
ويسمح هذا الحضور الواسع للجلسات بإعطاء فرصة للطلبة لتقديم شكواهم، ومحاولة الوصول لحلول لها.
استمع إلى آراء الطلبة في إحدى جلسات الاستماع
استمع إلى بعض الأغاني البيئية التي أنشدها وكتب كلماتها الطلبة:
أغنية هاتف دق الباب
أغنية كارثة كبيرة
"حياتنا لازم تتغير"
"من النهاردة حياتي حتتغير" تعليق لأحمد لطفي الطالب بمدرسة محمود تيمور بالإسكندرية، بعد حضوره إحدى جلسات الاستماع وحصوله على قدر من المعلومات التي حركت فيه الثورة نحو التغير للأفضل، فقد قرر أحمد تنفيذ كل ما سمعه عن سبل تنقية المياه ليشرب مياها نقية هو وأسرته، وكذلك سيساعد جيرانه وأصدقاءه في نقل الخبرات البيئية التي سمعها وتعلمها من المدرسة وجلسات الاستماع البيئية.
وطالبت ريهام محمود الطالبة بنفس المدرسة بالحفاظ على البيئة، مبررة طلبها بأن البيئة هي الحياة التي نعيش فيها، وأي شيء يؤثر في البيئة سيكون له مردود سيء على صحتنا وصحة أسرنا والمجتمع.
فعاليات أخرى
ونظم البرنامج، بالتعاون مع شركة أونكس للنظافة وحي شرق الإسكندرية وبعض الجمعيات الأهلية والبنك الدولي، مسيرة لطلبة مدارس الإسكندرية يوم الخميس 22-11-2007 لمسافة 200 متر، في إحدى المناطق المأهولة بالسكان، رافعين شعارات تنادي بالحفاظ على البيئة، وذلك لإشراك باقي سكان الإسكندرية في الاهتمام بالتربية البيئية.
كذلك تم تقسيم الطلبة لمجموعات عمل ليقوموا بتنظيف جانبي ترعة المحمودية، وزراعة بعض الأشجار هناك، وأقيم على هامش اليوم مسابقات بيئية اشترك فيها التلاميذ لإنعاش معلوماتهم