كان الشيخ محمد بوسليماني واحدا من خيرة رجال الجزائر بما كان عليه من سمت إسلامي و سمو في الأخلاق و مساهمة في العمل للإسلام و الحرص على الأمة و الوطن ،ولقد عاش منذ شبابه المتقدم متعلقا بوطن حر مستقل و بشعب ثائر ضد الإستعمار وفق تكوينه على الإسلام و نشأته على حب الوطن واللغة العربية لذلك بدأ منذ الصغر في إتخاذ خطوات العمل لتحقيق ذلك الأمل فقاد بعد ذلك مساهمات كبرى في البناء السياسي و القيمي و الفكري و الإجتماعي في الجزائر وكان بذلك واحد من أهم و أنبل الذين أنجبتهم الجزائر ، لم يبخل عليها بما يملك من نفس ونفيس عليها إلى آخر لحظات عمره حين خطفه الإرهاب و ساومه مختطفوه من أجل أن يفتي لهم بجواز العمل المسلح ضد الجزائر أو يقتلوه فاختار أن يموت شهيدا على أن يعطيهم شرعية لإجرامهم المسلح فكان بذلك سيدا من سادة الشهداء نال بحق إسم شهيد الإسلام و الوطنية الصادقة اختار أن ينحاز إلى قافلة الشهداء بدل أن يكون مرجعية شرعية للإرهاب .
الشيخ بوسليماني المربي
كانت عبارة الإلتقاء و الإنتقاء و الإرتقاء شعارا مستمر على لسان الشيخ بوسليماني و صورة من صور العقد بينه و بين من يلتقي بهم في طريق الدعوة ليعبر عن أن الدعوة ليست مجرد لقاء يرتبط على أساسه الناس و إنما يعتبر اللقاء صورة من صور الدعوة العامة التي هي حق للناس على العلماء و الدعاة لهداية الضالين و إرشاد الحائرين ومعرفة النجدين فمن شاء بعد ذلك مواصلة طريق الدعوة و العمل لها فلا بد له من إستكمال المقاييس المؤهلة ليكون من المنتقين في صفوف الدعوة و أهلها ثم لا يكون ذلك وحده مؤهلا لحمل الرسالة أو الإنتماء لها ناهيك عن قيادة مشاريعها و أعمالها و إنما هو الإرتقاء الذي يعكس صورة واضحة لدى الشيخ بوسليماني عن برنامج التطوير و التكوين و التأهيل ليس في شكل أكاديمي علمي و لكن في شكل تربوي يأخذ الإنسان بأكمله عقلا و روحا ، شكلا و مضمونا ليكون مؤهلا بعد التعريف و التكوين لتولي مهام التنفيذ و القيادة التربوية و السياسية و الإجتماعية .
الشيخ بوسليماني القائد
عند بداية العمل الإسلامي في الجزائر نهاية الستينات كان الشيخ بوسليماني - رحمة الله عليه- صاحب رؤية شاملة و متكاملة و كانت رؤيته لا تنطلق من ظرف عابر و إنما من فكر عميق ونظر دقيق لأحوال الأمم و كيفيات التغيير و لذلك ظل حريصا على أن يكون العمل مبنيا على تنظيم محكم و أن يكون التنظيم متنوعا و شاملا فقاد بدايات التنظيم للعمل الإسلامي حتى انتشر في ربوع الجزائر فأوقف نفسه على أن يصاحب ذلك الإنتشار تأطير يجمع فيه الجهود المبعثرة في بناء محكم بالالتزام يجعل الصحوة في مأمن من الإنزلاقات فأسس تراتيبية قيادية محكمة في المدن و الجامعات تنطلق من المساجد كشعار لإرتباط التغيير بالإسلام و إرتباط التنظيم بالغاية الكبرى و ليس بالأشخاص أو المصالح المحدودة و لذلك ساهم الشيخ بوسليماني في تأسيس الحركة الإسلامية في كل مراحلها و قاد أهم أعمالها كما كان نائبا للشيخ محفوظ نحناح تكفل بمختلف جوانب التنظيم في الوقت الذي تفرغ فيه الشيخ محفوظ لقضايا الدعوة العامة و الشؤون المتعلقة بها كما كان قائدا لمجموعة من المشاريع الكبرى من أهمها مشروع لدعم البوسنة و الهرسك و الاهتمام بالقضايا الإسلامية ثم ليخط بقيادته الحكيمة مسارا للمجتمع المدني المفيد لا المستفيد من خلال جمعية الإرشاد و الإصلاح التي كانت واحدة من أهم أركان العمل الإجتماعي خلال العقدين الأخيرين من عمر الجزائر تحت عنوان متميز واع هو العلم والعمل والإحسان.
الشيخ بوسليماني سيد الشهداء
ذلك أنه قال كلمة الحق أمام صاحب جور و ظلم فقتله أنها كلمة حق واجه بها البغاة عندما أرادوا بالترهيب والترغيب أن يصدر فتوى تبيح الدم الجزائري وتحول الارهاب الى جهاد فرفض الشيخ بوسليماني أن يستجيب لمطلبهم فاختار الشهادة في سبيل الله عن أن يستجيب لمثل هذا الأمر القبيح عند العظماء أمثاله الذين لا يتبعون الرخص في مثل مواقف الاكراه بل يأخذون بالعزائم لأنهم يعرفون أن ما عند الله خير و أبقى و بذلك سطر الشيخ بوسليماني – رحمه الله - صورة جديدة تشبه صورة صاحب الأخدود و شهادة خباب بن الارث و الحسين بن علي رضي عنهم و من سار سيرهم في دفع الظلم بالحق ورد السلاح بالكلمة ليبقى الشيخ بوسليماني شهيدا صادقا في وطنيته متألقا في اسلامه دفع دمه فداءا للجزائر و أبناءها و أعطانا جميعا درسا لا ينسى في التضحية والثبات على الحق مهما كانت الشدائد و الصعوبات.
الشيخ بوسليماني الرمز
يمضي الشيخ بوسليماني و يبقى نهجه قائما و يوما بعد يوم تزداد رمزية بوسليماني نصاعة للسائرين على دربه فهو رحمة الله عليه كان مثالا واضحا يقتدى به و رمزا من رموز الطريق الصحيح للصحوة الإسلامية فهو رمز للمجاهد بنفسه أيام ثورة التحرير وهو رمز للمعارض الجاد ضد من أرادوا جر الجزائر خارج مشروع نوفمبر و هو رمز للداعية المصلح و رمز للسياسي الصادق و رمزا للثبات على المبدأ و رمز للخدمة الإجتماعية كما هو رمز لقضاء حوائج الناس و أبوة المساكين وكفالة اليتامى ، كان رجلا من أعظم من قدموا للجزائر على مستوى الرمزية قبل الحديث عن أشياء أخرى و الرمزية عنده ليست تكلفا و مراءا و إنما واقع وعمل كما كان رمزا في الحوار والتسامح والقدرة على بلع جهل الجاهلين و الحرص على الجماعة و إحترام الآخر و تبادل التجربة و الإستفادة من رصيد الإنسانية كلها فهو رمز متعدد المظاهر بما كان له من رؤية إسلامية شاملة و متعددة .
ذكرى الشيخ بوسليماني
و إذ يمر اليوم علينا أعظم حدث في حياة الشيخ بوسليماني و هو يوم إستشهاده فإننا نقف أمام كل ما تقدم عاجزين أن نعطي الشيخ بوسليماني حقه أو نرد جميله علينا و لكن على الأقل نذكر تلك العظمة التي أنجبتها الحركة الإسلامية فنتذكر أفعاله على طريق الدعوة و منهجه في العمل للإسلام و للوطن و نجدد الإنتساب إليه رغبة في أن نكون ثابتين ثباته سائرين على طريقه متعبدين الله بحب الصالحين عسى أن ننال بهم شفاعة و لنا نموذجا في الشيخ محفوظ نحناح في معرفته بقدر الشيخ بوسليماني حيث كان أو عمل يقوم به بعد خروجه من السجن هو الذهاب مباشرة إلى بيت الشيخ بوسليماني قبل الذهاب إلى بيته و أولاده لأن الشيخ بوسليماني كان لدى الشيخ محفوظ نحناح الأخ الوفي الذي يشد من أزره ويشركه في أمره والبطانة الصالحة التي تنصحه و صورة من صور ريادة العمل الإسلامي و رمزا لشؤون الدعوة آثره باللقاء تعبيرا من الشيخ محفوظ عن أولوية الدعوة و العمل على الأهل و الأولاد .
فرحم الله الشيخ بوسليماني في ذكراه و جمعنا و أياه يوم القيامة في رياض الجنان
م.م.م.ح.د.ت
الشيخ بوسليماني المربي
كانت عبارة الإلتقاء و الإنتقاء و الإرتقاء شعارا مستمر على لسان الشيخ بوسليماني و صورة من صور العقد بينه و بين من يلتقي بهم في طريق الدعوة ليعبر عن أن الدعوة ليست مجرد لقاء يرتبط على أساسه الناس و إنما يعتبر اللقاء صورة من صور الدعوة العامة التي هي حق للناس على العلماء و الدعاة لهداية الضالين و إرشاد الحائرين ومعرفة النجدين فمن شاء بعد ذلك مواصلة طريق الدعوة و العمل لها فلا بد له من إستكمال المقاييس المؤهلة ليكون من المنتقين في صفوف الدعوة و أهلها ثم لا يكون ذلك وحده مؤهلا لحمل الرسالة أو الإنتماء لها ناهيك عن قيادة مشاريعها و أعمالها و إنما هو الإرتقاء الذي يعكس صورة واضحة لدى الشيخ بوسليماني عن برنامج التطوير و التكوين و التأهيل ليس في شكل أكاديمي علمي و لكن في شكل تربوي يأخذ الإنسان بأكمله عقلا و روحا ، شكلا و مضمونا ليكون مؤهلا بعد التعريف و التكوين لتولي مهام التنفيذ و القيادة التربوية و السياسية و الإجتماعية .
الشيخ بوسليماني القائد
عند بداية العمل الإسلامي في الجزائر نهاية الستينات كان الشيخ بوسليماني - رحمة الله عليه- صاحب رؤية شاملة و متكاملة و كانت رؤيته لا تنطلق من ظرف عابر و إنما من فكر عميق ونظر دقيق لأحوال الأمم و كيفيات التغيير و لذلك ظل حريصا على أن يكون العمل مبنيا على تنظيم محكم و أن يكون التنظيم متنوعا و شاملا فقاد بدايات التنظيم للعمل الإسلامي حتى انتشر في ربوع الجزائر فأوقف نفسه على أن يصاحب ذلك الإنتشار تأطير يجمع فيه الجهود المبعثرة في بناء محكم بالالتزام يجعل الصحوة في مأمن من الإنزلاقات فأسس تراتيبية قيادية محكمة في المدن و الجامعات تنطلق من المساجد كشعار لإرتباط التغيير بالإسلام و إرتباط التنظيم بالغاية الكبرى و ليس بالأشخاص أو المصالح المحدودة و لذلك ساهم الشيخ بوسليماني في تأسيس الحركة الإسلامية في كل مراحلها و قاد أهم أعمالها كما كان نائبا للشيخ محفوظ نحناح تكفل بمختلف جوانب التنظيم في الوقت الذي تفرغ فيه الشيخ محفوظ لقضايا الدعوة العامة و الشؤون المتعلقة بها كما كان قائدا لمجموعة من المشاريع الكبرى من أهمها مشروع لدعم البوسنة و الهرسك و الاهتمام بالقضايا الإسلامية ثم ليخط بقيادته الحكيمة مسارا للمجتمع المدني المفيد لا المستفيد من خلال جمعية الإرشاد و الإصلاح التي كانت واحدة من أهم أركان العمل الإجتماعي خلال العقدين الأخيرين من عمر الجزائر تحت عنوان متميز واع هو العلم والعمل والإحسان.
الشيخ بوسليماني سيد الشهداء
ذلك أنه قال كلمة الحق أمام صاحب جور و ظلم فقتله أنها كلمة حق واجه بها البغاة عندما أرادوا بالترهيب والترغيب أن يصدر فتوى تبيح الدم الجزائري وتحول الارهاب الى جهاد فرفض الشيخ بوسليماني أن يستجيب لمطلبهم فاختار الشهادة في سبيل الله عن أن يستجيب لمثل هذا الأمر القبيح عند العظماء أمثاله الذين لا يتبعون الرخص في مثل مواقف الاكراه بل يأخذون بالعزائم لأنهم يعرفون أن ما عند الله خير و أبقى و بذلك سطر الشيخ بوسليماني – رحمه الله - صورة جديدة تشبه صورة صاحب الأخدود و شهادة خباب بن الارث و الحسين بن علي رضي عنهم و من سار سيرهم في دفع الظلم بالحق ورد السلاح بالكلمة ليبقى الشيخ بوسليماني شهيدا صادقا في وطنيته متألقا في اسلامه دفع دمه فداءا للجزائر و أبناءها و أعطانا جميعا درسا لا ينسى في التضحية والثبات على الحق مهما كانت الشدائد و الصعوبات.
الشيخ بوسليماني الرمز
يمضي الشيخ بوسليماني و يبقى نهجه قائما و يوما بعد يوم تزداد رمزية بوسليماني نصاعة للسائرين على دربه فهو رحمة الله عليه كان مثالا واضحا يقتدى به و رمزا من رموز الطريق الصحيح للصحوة الإسلامية فهو رمز للمجاهد بنفسه أيام ثورة التحرير وهو رمز للمعارض الجاد ضد من أرادوا جر الجزائر خارج مشروع نوفمبر و هو رمز للداعية المصلح و رمز للسياسي الصادق و رمزا للثبات على المبدأ و رمز للخدمة الإجتماعية كما هو رمز لقضاء حوائج الناس و أبوة المساكين وكفالة اليتامى ، كان رجلا من أعظم من قدموا للجزائر على مستوى الرمزية قبل الحديث عن أشياء أخرى و الرمزية عنده ليست تكلفا و مراءا و إنما واقع وعمل كما كان رمزا في الحوار والتسامح والقدرة على بلع جهل الجاهلين و الحرص على الجماعة و إحترام الآخر و تبادل التجربة و الإستفادة من رصيد الإنسانية كلها فهو رمز متعدد المظاهر بما كان له من رؤية إسلامية شاملة و متعددة .
ذكرى الشيخ بوسليماني
و إذ يمر اليوم علينا أعظم حدث في حياة الشيخ بوسليماني و هو يوم إستشهاده فإننا نقف أمام كل ما تقدم عاجزين أن نعطي الشيخ بوسليماني حقه أو نرد جميله علينا و لكن على الأقل نذكر تلك العظمة التي أنجبتها الحركة الإسلامية فنتذكر أفعاله على طريق الدعوة و منهجه في العمل للإسلام و للوطن و نجدد الإنتساب إليه رغبة في أن نكون ثابتين ثباته سائرين على طريقه متعبدين الله بحب الصالحين عسى أن ننال بهم شفاعة و لنا نموذجا في الشيخ محفوظ نحناح في معرفته بقدر الشيخ بوسليماني حيث كان أو عمل يقوم به بعد خروجه من السجن هو الذهاب مباشرة إلى بيت الشيخ بوسليماني قبل الذهاب إلى بيته و أولاده لأن الشيخ بوسليماني كان لدى الشيخ محفوظ نحناح الأخ الوفي الذي يشد من أزره ويشركه في أمره والبطانة الصالحة التي تنصحه و صورة من صور ريادة العمل الإسلامي و رمزا لشؤون الدعوة آثره باللقاء تعبيرا من الشيخ محفوظ عن أولوية الدعوة و العمل على الأهل و الأولاد .
فرحم الله الشيخ بوسليماني في ذكراه و جمعنا و أياه يوم القيامة في رياض الجنان
م.م.م.ح.د.ت